الرد :
1- اختار الإمام الحسين (ع) طريق الشهادة امتثالًا لأمر الله تعالى ، فقد قال (ع) لأخيه محمد بن الحنفية (( شاء الله أن يراني قتيلا ويراهُنَّ سبايا)).
2- خروج الإمام الحسين (ع) كان طلبًا للإصلاح في أمة جدّه المصطفى (ص) فقد قال (ع) : (( ما خرجت أشطرًا ولا بطرًا ولامفسدًا ولاظالمًا ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي...)) ومن الواضح أن الذي يريد الإصلاح ويقف بوجه الظالمين فإن مصيره القتل ، فلا يوجد أي بديل أمام الإمام الحسين (ع) سوى الشهادة في سبيل الله تعالى ، وبذلك حقق(ع) النصر والشهادة ، فتمثلت ثورته (ع) انتصار الدم على السيف ، فقد استطاع أن يحيي القلوب الميتة ، ويخرج الأمة من ذل العبودية إلى عز الطاعة والحرية ، من هنا يقول غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فانتصر) ، ثم أن يزيد يريد قتل الإمام الحسين (ع) سواء أختار الأمام (ع) طريق الشهادة أولا ، كما قتل معاوية الإمام الحسن (ع) من قبل ، فلا توجد أي حلول سليمة أخرى يحافظ بها الإمام الحسين (ع) على الإسلام وعلى نفسه.
3- كانت الأمة الإسلامية بحاجة إلى صدمة قوية لاستيقاضها من سباتها الطويل فقد رضيت بالذل والهوان والرضوخ للباطل ، من هنا قدّم الإمام الحسين (ع) دمه الطاهر وأهل بيته وأصحابه ، لإحياء هذه الأمة الميتة واخراج الخوف والتردد من نفوسهم ، فكانت الثورة الحسينية سببًا لكل الثورات التي بعدها كثورة التوابين وثورة المختار الثقفي وغيرها ، مستلهمة من كربلاء الصبر والتضحية والفداء والعزيمة والثبات على المبدأ في سبيل نصرة الحق وإعلاء كلمته.
4- أراد الأمام الحسين (ع) بشهادته فضح بني أمية ، وإظهار وجههم الحقيقي أمام الملأ ، فمن لم يتورع عن قتل سبط رسول الله (ص) وسبي بنات الرسالة من أجل المطامع والملذّات ، فإنه مستعد أن يقتل جميع الناس ويرتكب الفواحش والمحرمات في سبيل تحقيق ما يريد.
5- أراد الأمام الحسين (ع) أن يظهر للأمة الإسلامية أهمية الدين الإسلامي بحيث يضحي لأجله بدمه الطاهر، فإذا توقفت نصرة الدين وإعلاء كلمته على القتل والشهادة ، فترخص لذلك حتى دماء المعصومين (عليهم السلام) الذين هم أفضل الخلق على وجه الأرض.