بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على اكرم الخلق محمد وعلى آله الصالحين

ان عصرنا الذي نعيشه الأن هو عصر حوار وتعارف وتقارب , لذا هنالك بعض الخلاف بيننا , نحاول ان نظهر بعض منه حتى يظهر الحق جليا , فأن امنية المسلمين , اجتماعهم وتقارب مذاهبهم , فلنسعى لتحقيق هذه الأمنية المقدسة لأن عدونا يسعى ليفرقنا ويباعد بيننا وذلك بأنتساب الأباطيل وإشاعة الأكاذيب بين المذاهب الإسلامية , بعضهم ضد بعض , فيلقى بين المسلمين العداوة والبغضاء وقد قيل : الناس اعداء ماجهلوا .
لذا اتمنى ان يكون موضوعي جوابا ً لمن في قلبه شك حول ( كيفية الأنتساب الى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وانه لايملك اولاد ,, أي كيف نقول للسادة انتم اولاد الرسول بينما الرسول ليس له ولد ) ...
يمكن اثبات ذلك من مصادر المسلمين والتي يتخللها الدليل القطاع وهو الدليل الألاهي :
1) المصادر الشيعية :
كتاب " عيون أخبار الرضا " لثقة الأسلام الشيخ الصدوق .
كتاب " الأحتجاج " للشيخ احمد بن علي الطبرسي , وهو كتاب يضم في دفتيه اضخم تراث علمي وادبي .

الرواية :
هناك مجموعة من الأسئلة سألها هارون الرشيد وكان يجيب عليها الأمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) .

هارون : لقد جوزتم للعامة والخاصة ان ينسبوكم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وينادوكم : يا اولاد النبي وانتم ابناء علي والمرء ينسب الى ابيه وفاطمة انما هي وعاء والنبي جدكم من قبل امكم .

الإمام ( عليه السلام ) : لو نشر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واحتيا , فخطب ابنتك , هل كنت تجيبه ؟

هارون : ولم لا اجيبه وافتخر بذلك على العرب والعجم وقريش .

الإمام ( عليه السلام ) : لكنه لا يخطب الي ولا ازوجه .

هارون : ولم ؟

الإمام ( عليه السلام ) : لأنه ولدني ولم يلدك .

هارون : أحسنت ! ولكن كيف قلتم انا ذرية النبي ؟
والنبي لم يعقب , لأن العقب للذكر لا للأنثى وانتم ابناء بنت النبي فلستم بذريته .

الإمام ( عليه السلام ): حجتنا من كتاب الله العزيز وقوله تعالى :
( ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا ً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين ) " سورة الأنعام اية 84 و85
فمن هو ابو عيسى ؟
هارون : ليس له أب !
الإمام ( عليه السلام ) : فالله عز وجل الحقه بذراري الأنبياء عن طريق امه مريم ( عليها السلام ) كذلك الحقنا بذراري النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن طريق أمنا فاطمة ( عليها السلام ) ,, هل ازيدك ؟

هارون : هات ....
الإمام ( عليه السلام ) : قال تعالى :
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )

ولم يأخذ النبي ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) أحدا ً يوم المباهلة الأ علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) واتفق المسلمون , ان مصداق " ابناءنا " في الأية الكريمة : الحسن والحسين ( عليهم السلام ) و"نساءنا" فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) و"انفسنا" علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ).

هارون : احسنت يا موسى ! ارفع الينا حوائجك .

هذه الرواية طويلة وقد ذكرت منها ملخصا ً ومن يريد التفصيل يمكن ايجاده في الجزء الثاني من كتاب الإحتجاج , والمعترض عن تفسير آية المباهلة في حق نزولها على اصحاب الكساء , يمكن التأكد من تفسيرها في كتاب " الكشاف " للزمخشري , وللفخر الرازي في تفسيره الكبير , وكذلك كتاب " الميزان " لآية الله السيد محمد حسين الطباطبائي .


2) المصادر السنية :

1) الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير , بذيل الآية 84 و85 من سورة الأنعام , قال: ..... المسألة الخامسة , الآية تدل ان الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن الله جعل في هذه الأية عيسى بن مريم ( عليه السلام ) من ذرية إبراهيم ولم يكن لعيسى أب وإنما انتسابه إليه من جهة الأم وكذلك الحسن والحسين ( عليهم السلام ) فإنهما من جهة الأم , ذرية رسول الله ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) .

2) إبن ابي الحديد , في شرح نهج البلاغة , أثبت بأن الحسن والحسين هما ابني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واستدل بكلمة " ابناءنا " في آية المباهلة .

3) الخطيب موفق ابن أحمد الخوارزمي في كتابه " المناقب " والإمام أحمد بن حنبل في مسنده , والحافظ سليمان الحنفي في كتابه " ينابيع المودة " , رووا ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشار الى الحسن والحسين ( عليهم السلام ) وقال " ابناي هذان ريحانتاي من الدنيا " وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا "

4) محمد بن يوسف الشافعي القرشي , المعروف بالعلامة الكنجي في كتابه " كفاية الطالب " فصلا ً بعد الأبواب المائة , بعنوان " فصل في بيان ان ذرية النبي من صلب علي " جاء فيه : بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري انه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : "ان الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وأن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن ابي طالب " .

5) وقد روى الكنجي ايضا ً في آخر الفصل , بسنده عن عمر ابن الخطاب قال :

سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " كل بنا انثى فأن عصبتهم لإبيهم ما خلا ولد فاطمة , فأني انا عصبتهم وانا ابوهم " .
وهذا الحديث : 1) رواه الطبري في ترجمة الحسن .
ونقله 2) العالم الحافظ سليمان القندوزي في كتابه " ينابيع المودة "
3) الشيخ عبد الله الشبراوي في كتابه " الإتحاف بحب الأشراف ".
4) جلال الدين السيوطي في كتابه " احياء الميت بفضائل اهل البيت ".
5) ابن حجر في كتابه " الصواعق المحرقة " الباب التاسع , الفصل الثامن , الحديث السابع والعشرون .
6) ابو بكر بن شهاب الدين في كتابه " رشفة الصادي " , الباب الثالث .

آسف على الأطالة وصلى الله على خير خلق الله وعلى آله الشهداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته